قد لا يروق للكثيرين تسمية ما حدث في تونس بالانتفاضة، باعتبار أن الهبّة الشعبية كانت إلى حد كبير هبّة عفوية وحراك غير منظم – وهذا سر نجاحها على الأرجح – وهي حركة إبداعية وتدليل مميّز للتعبير عن حق الشعب في الحرية والمواطنة واختيار حكام بلاده
ورغم القمع الشديد واستعمال السلطة لآلة البطش و التنكيل، فإن هذه الهبّة، خلّصت المواطن من الخوف، فكل الكتائب القمعية والفرق الأمنية الهائلة المدججة بأعتى وسائل الترهيب، و الاعتقالات العشوائية، لم تنل من عزيمة التونسي، بل أعطته شحنة أقوى في التّحدي والرّغبة في كسر القيود...والتّحرّر.
"قرر" التونسيون بالاقتناع أو بغيره، عدم القبول بالعيش في ظل الظروف السّابقة والمعروفة دون سردها واستعدادهم للكفاح السّلمي والتضحية بدمائهم وأرواحهم، وتطورت الأحداث بالتّصعيد وارتفع نسق الاحتجاج والرفض إلى أن تحررت حناجر المنتفضين وأطلقت صيحاتها النادرة بنبرة فريدة "الشعب يريد إسقاط النظام"، والتي جابت ولا تزال تجوب شوارع ومدن الأوطان العربية.
عمّ هذا الشعار مختلف المدن والبلدات التونسية وعمّ القمع أيضا، الذي حصد عشرات الشهداء - ونحسبهم كذلك-، قمع لا هوادة فيه وبرصاص.حيّ لم يرحم لا كبيرا ولا صغيرا، قمع واجهه المحتجّون بالحجارة وصدور عارية بلا ملل ولا كلل، مطالبين بالحق في الحرية، وإسقاط النظام، فهل نال الشعب احد الحقّين أو كليهما؟؟؟
الآن وقد انكسر النظام غير انه بقي قابلا للجبر، وأعاد انتشاره في جميع مناحي الحياة بعد أن ظل مرعوبا ومختبئا لفترة من الزّمن، أصبح ينجح كل يوم في ترتيب أوراقه ورصّ صفوفه استعدادا للسطو من جديد على مقدرات البلاد والتحكم في رقاب الناس بل وللثّار من كل من انتفض ورفض الوصاية والقهر.
لقد تجلى هذا الاستعداد بوضوح في عديد الوقائع، من تأجيل الانتخابات إلى تأليب العروش على بعضها البعض إلى زرع الفتنة بين مؤسسة العسكر والأمن إلى قصة ألراجحي مع الجيش وحكومة الظل – وهي حقيقة – إلى الحديث عن حكومة وحدة وطنية للالتفاف على فكرة المجلس الوطني التأسيسي......وآخرها افتعال أزمة بين الحكومة والمؤسسة الأمنية في مناوشات عرجاء بين الوزير الأول ونقابة الأمن الداخلي، وكلها محاولة لإجهاض حركة التغيير وإفراغها وإحداث هياكل تعيد السلطة من جديد بين أيدي بقايا النظام الفاسدة، فهل هذه ثورة؟
ورغم القمع الشديد واستعمال السلطة لآلة البطش و التنكيل، فإن هذه الهبّة، خلّصت المواطن من الخوف، فكل الكتائب القمعية والفرق الأمنية الهائلة المدججة بأعتى وسائل الترهيب، و الاعتقالات العشوائية، لم تنل من عزيمة التونسي، بل أعطته شحنة أقوى في التّحدي والرّغبة في كسر القيود...والتّحرّر.
"قرر" التونسيون بالاقتناع أو بغيره، عدم القبول بالعيش في ظل الظروف السّابقة والمعروفة دون سردها واستعدادهم للكفاح السّلمي والتضحية بدمائهم وأرواحهم، وتطورت الأحداث بالتّصعيد وارتفع نسق الاحتجاج والرفض إلى أن تحررت حناجر المنتفضين وأطلقت صيحاتها النادرة بنبرة فريدة "الشعب يريد إسقاط النظام"، والتي جابت ولا تزال تجوب شوارع ومدن الأوطان العربية.
عمّ هذا الشعار مختلف المدن والبلدات التونسية وعمّ القمع أيضا، الذي حصد عشرات الشهداء - ونحسبهم كذلك-، قمع لا هوادة فيه وبرصاص.حيّ لم يرحم لا كبيرا ولا صغيرا، قمع واجهه المحتجّون بالحجارة وصدور عارية بلا ملل ولا كلل، مطالبين بالحق في الحرية، وإسقاط النظام، فهل نال الشعب احد الحقّين أو كليهما؟؟؟
الآن وقد انكسر النظام غير انه بقي قابلا للجبر، وأعاد انتشاره في جميع مناحي الحياة بعد أن ظل مرعوبا ومختبئا لفترة من الزّمن، أصبح ينجح كل يوم في ترتيب أوراقه ورصّ صفوفه استعدادا للسطو من جديد على مقدرات البلاد والتحكم في رقاب الناس بل وللثّار من كل من انتفض ورفض الوصاية والقهر.
لقد تجلى هذا الاستعداد بوضوح في عديد الوقائع، من تأجيل الانتخابات إلى تأليب العروش على بعضها البعض إلى زرع الفتنة بين مؤسسة العسكر والأمن إلى قصة ألراجحي مع الجيش وحكومة الظل – وهي حقيقة – إلى الحديث عن حكومة وحدة وطنية للالتفاف على فكرة المجلس الوطني التأسيسي......وآخرها افتعال أزمة بين الحكومة والمؤسسة الأمنية في مناوشات عرجاء بين الوزير الأول ونقابة الأمن الداخلي، وكلها محاولة لإجهاض حركة التغيير وإفراغها وإحداث هياكل تعيد السلطة من جديد بين أيدي بقايا النظام الفاسدة، فهل هذه ثورة؟
إن التونسيين الذين شاركوا في المظاهرات والذين لم يشاركوا والذين قدموا التضحيات والذين لم يقدموا، كلهم تعايشوا طوال عقود مع نظام سفاح ومجرم وقدّم له الجميع الشّرعية بطرق مختلفة، سواء طواعية رغبة في الانتفاع من ورائه لا محبّة فيه أو سكوتا عنه لقلّة الحيلة وضعف الحال اتّقاء لشره ودفعا لبلائه، إلى أن جاء نصر الله والفتح، وفتح الله علينا بأيام سعيدة لكنها منقوصة في ظل انعدام الأمن وحالات الطوارئ من جهة والتنافس المحموم على السلطة من طرف الأحزاب الهابطة من جهة أخرى، إضافة إلى بقاء أذناب النظام القديم في مواقعهم والاحتفاظ بالسلطات الفعلية في البلاد، سعادة لم تشعر بها سوى الأرصفة والشوارع والساحات الخالية من الإنسان، فبأيّ حق إذا يمنح أو يمنع الحق لمن له الحق في هذا الوطن؟ وهل هذه ثورة؟؟؟.
كل من تكلم، يقولون انه يريد ركوب "الثورة"-إن كانت كذلك-...فمن يحق له الركوب ياترى؟؟
هل تعلم أن البقرة في الهند لها قداستها وتزداد هذه القداسة كلما كبرت لتصبح شيخة أي "ثورة" عندها تكون قد حظيت بأسمى القداسة فيصلي لها الناس‼..
ألا وقد أصبحت "شيخة"، فيا أيتها "الثورة" (البقرة العجوز) المقدسة لك التمجيد والدعاء ، في كل مظهر تظهرين به، أنثى تدرّين اللّبن في الفجر وعند الغسق، أو عجلاً صغيراً، أو "ثوراً" كبيراً فلنعدّ لك مكانا واسعاً نظيفاً يليق بك، وماء نقياً تشربينه، لعلك تنعمين بيننا بالسعادة...والهمّة.
ألا وقد أصبحت "شيخة"، فيا أيتها "الثورة" (البقرة العجوز) المقدسة لك التمجيد والدعاء ، في كل مظهر تظهرين به، أنثى تدرّين اللّبن في الفجر وعند الغسق، أو عجلاً صغيراً، أو "ثوراً" كبيراً فلنعدّ لك مكانا واسعاً نظيفاً يليق بك، وماء نقياً تشربينه، لعلك تنعمين بيننا بالسعادة...والهمّة.
هكذا يشعر الهندوس بروح الأخوة بين الإنسان و"الثورة"، أما إذا ارتقى الإحساس لمستوى الأمومة، عندها يحق لغاندي أن يدافع عن عبادتها أمام العالم وبكل فخر
هذا ما قاله غاندي...لامّه "الثورة"، فماذا قال المصريون في."الثورة"، أو البقرة العجوز؟؟
سيّئ حظ "الثورة" أن تجد نفسها في مصر، فهو شعب "قاس" لا يحترم "البقرة" خاصّة إذا كانت عجوزا أي "ثورة" فهو يركبها ويحلبها ويحمل أثقاله عليها، ثم يسبّها ويسبّ أباها وأمها وإذا شاء ذبحها وانتفع بكل شيء فيها، فالمصريون يعيشون "بثورتهم"...لا "لثورتهم".
عجيب أمر التونسيين، كأنهم اقرب للهندوس من العرب، فإنهم لا يركبون البقرة العجوز ولا يريدون من يركبها، بل لا يحق لأي جهة أن تركبها، وكأنّ "الثورة" في تونس "خلقت" لتعبد
فان اجلّ الهنود بقرتهم بالعبادة والإجلال وأذّلها الأمصار بالرّكوب وشتى الاستغلال فما ذنب التونسيين في التقصير في حق بقرتهم والرّكوب عليها ...وحتى ذبحها والانتفاع بلحمها وشحمها ودمها وعظمها وإذا اقتضى الأمر حتى...بجلدهـــــــــــــا...وقرنا من قرونها!!!
فغاندي الشخصية الأكثر إثارة في محاربة الفقر والقهر والجهل، آثر أن يجعل البقرة التي ترضعه بلا أمد، أعظم من أمّه التي ترضعه حولين وحسب! ، وان ينتفع بحليبها وهي حيّة، على موتها والانتفاع بكل جزء من جسمها، فتلك إطلالة على عقيدة عبدة البقر، لعلّها توقظ أو تنقذ من أكرمهم الله وزكّاهم وجعلهم أهل عقل ودين وأورثهم الأرض بما فيها...حتى "الثورة".
فغاندي الشخصية الأكثر إثارة في محاربة الفقر والقهر والجهل، آثر أن يجعل البقرة التي ترضعه بلا أمد، أعظم من أمّه التي ترضعه حولين وحسب! ، وان ينتفع بحليبها وهي حيّة، على موتها والانتفاع بكل جزء من جسمها، فتلك إطلالة على عقيدة عبدة البقر، لعلّها توقظ أو تنقذ من أكرمهم الله وزكّاهم وجعلهم أهل عقل ودين وأورثهم الأرض بما فيها...حتى "الثورة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق