أطلق مئات »الحارقين » التونسيين نداء استغاثة إلى المسؤولين التونسيين وكل العالم للتدخل لفائدتهم ووضع حد لمعاناتهم المتواصلة منذ ثلاثة أيام بسبب احتجازهم بخافرتين عسكريتين بميناء بلارمو بعد ترحيلهم من جزيرة لمبدوزا إثر تدمير المعتقل وعدم توزيع الأكل والماء عليهم إضافة إلى سوء معاملتهم والاعتداء المتواصل عليهم بالضرب والعصي.
وقالت عائلة حقي بالقصرين ان أربعة من أبنائها شاركوا منذ نحو أسبوعين في عملية »حرقان » ووصلوا إلى جزيرة لمبدوزا قبل نحو أسبوع من أحداث الثلاثاء الأسود التي أحرق أثناءها المعتقل الوقتي للمهاجرين غير الشرعيين ودمّر بالكامل، وأضافت أن ثلاثة من أبنائها محتجزون رفقة مئات »الحارقين » التونسيين في باخرتين ببلارمو بلا اكل ولا شرب بينما اختفى رابعهم ويدعى محمد حقي(22 سنة) في ظروف غامضة ولم يتسن لها معرفة أخباره.
وذكر شقيق التونسيين الأربعة المقيم بألمانيا لـ »الصباح » أن أحد إخوته أرسل له رسالة قصيرة من هاتفه المحمول خلسة باعتبار ان السلط الإيطالية افتكت منهم كل الهواتف النقالة يعلمها فيها بأنه محتجز رفقة مئات التونسيين منذ ثلاثة أيام في باخرتين ببلارمو وأن أعوان الأمن اعتدوا عليهم بالعنف وبالهراوات وأنه أصيب بجروح متفاوتة والدماء تنزف من جسمه كما لم يتم إطعامهم طيلة هذه الفترة او تزويدهم حتى بـ »شربة ماء« .
وذكر محدثنا ان »الحارقين » التونسيين يعيشون الذل والعالم يتفرج ما عدا بضع عشرات من الحقوقيين الذين نظموا وقفة احتجاجية امام مدخل الميناء للتنديد بتصرف السلطات الإيطالية غير الإنساني مع »الحارقين » التونسيين.
إلى ذلك قالت صحيفة إيطالية أمس أن الخافرتين »فانسون » (Vincent)و »دار » (Dar) مازالتا عالقتين بميناء بلارمو في انتظار تلقي تعليمات بإخلاء 340″حارقا » تونسيا ونقلهم إلى معتقلات إيطالية أخرى.
وأضافت أن عددا من ممثلي المنظمات والجمعيات الحقوقية حاولوا الدخول إلى الميناء للتنديد بالتعامل غير الإنساني للسلطات الإيطالية مع « الحارقين » ولكن تم منعهم من قبل نحو 500 عون أمن يؤمنون الموقع لذلك نظموا وقفة احتجاجية امام الميناء.
وفي ذات السياق قالت ذات الصحيفة على موقعها الالكتروني ان خافرة ثالثة « موبي فانتازي » حلت بذات الميناء وعلى متنها 221 « حارقا » تونسيا تم إيداعهم جميعا بمعتقل إلماس بمدينة قاليري.
تأتي كل هذه التطورات الأليمة والعنف الذي يتعرض له المئات من أبنائنا والتجويع فيما ظل العالم صامتا بلا حراك، وإن لا نستغرب صمت دول العالم فإننا نستغرب الصمت التونسي الرسمي مما يحصل منذ أسبوع لمئات »الحارقين » التونسيين الذين غامروا بأرواحهم بسبب البطالة والفقر للوصول على الضفة الأخرى من المتوسط.
المصدر : الصباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق