أحداث حي التضامن




آندلعت بحي الانطلاقة (النقرة – على مستوى نهاية خط المترو رقم 5) مواجهات بين شباب الحي وقوات البوليس، ولا تزال الصدامات متواصلة منذ السّاعة 09 : 30، وقد آمتدت تدريجيا إلى العمران الأعلى (حي المثاليث) وحي التحرير.
ورغم سلمية التحرك في البداية، حيث تجمهر المئات من المواطنين في ساحة سوق حي الانطلاقة رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح مساجين تحرك القصبة 3 ومنددين بقمع وزارة الداخلية، إلاّ أن وحدات البوليس، التي تقاطرت بكثافة محاصرة المنطقة ومطوّقة المحتجين من الجهات الأربع، باشرت ضربهم بقنابل الغاز دون أيّ تحذير مسبق أو دعوة لفض التجمع، لتتحول المنطقة إلى ساحة مواجهات مفتوحة داخل الأزقة والأنهج المحاذية.
والغريب، أنه علاوة على القمع الأعمى للمحتجين، رابطت عناصر من فرقة مكافحة الإرهاب (دون المشاركة الفعلية) على مستوى المدخل الغربي للمنطقة (الشارع الرئيسي قبالة جامع التوبة) وحلّقت طائرة هيليكوبتر، على مستوى منخفض، وطارد البوليس (وحدات التدخل) ، بطريقة آستعراضيّة وهمجية، عشرات المواطنين من غير المشاركين مباشرة في الأحداث وأوقف العديد منهم وأشبع آخرين ضربا.
إن القمع الأهوج الذي واجهت به قوى البوليس تحركات احتجاجية سلمية لمواطني حي التضامن شبيه بما طالهم منه أيام 11 و12 و13 جانفي، وهو مؤشر خطير على تواصل منطق الترهيب والتعامل مع المواطنين بآعتبارهم أعداء و"إرهابيين" تُستباح أعراضهم ومنازلهم ويُنكّل بهم دون أيّ مبرّر.
إنّنا نطالب برفع الحصار المفروض على المنطقة وسحب جحافل البوليس المرابط داخلها وعلى تخومها وإطلاق سراح الموقوفين فورا ودون شروط، وإن وزارة الداخلية واهمة إن آعتقدت أن القمع كفيل بإسكات صوت الساحات والجماهير، فقد جرّب بن علي وزبانيته هذا السلوك فآنقلب عليهم الأمر، فكلّما آشتد القمع آشتد النضال ومن يصر على تكرار خطاياه يدق مسامير نعشه بنفسه.
إنّنا ندعوا أبناء حينا، إلى التمسّك بسلمية التحركات وتجذير المطالب ومواصلة النضال من أجل فرض الحق في التضاهر والاحتجاج، كما ندعوهم إلى مواصلة النضال من أجل الكرامة والشّغل والعدالة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.

ليست هناك تعليقات: