الإرهاب من تونس قبل أن يقال في تونس ،فقد توجه إلى العراق قبل سنوات ،وسوريا وأخيراً ليبيا .. فلدينا الآف اﻻرهابيين التوانسة يقاتلون في صفوف داعش ويقتلون ويفجرون وينهبون أبناء الشعب الليبي كل يوم ، وحتى العمليات اﻻنغماسية التى حدثت في ليبيا وقُتل فيها مدنيون ليبيون أبرياء كان منفذوها توانسة .
فالتطرف انتشر بشكل كبير في تونس وتتم معالجته بالتصريحات الفكاهية في التلفزيون التونسي وكتابات تبريرية في الصحف ،في حين استبعدت اﻷجهزة اﻷمنية التونسية الحقيقية التي كانت قادرة فعلاً على مواجهة هذا الخطر والتعامل معه ، ولم تنسق مع ليبيا ضحية اﻻرهاب التونسي ﻻ المسببة له .. ومن هنا فإن اﻻرهاب هو فكر وعقيدة ﻻ تنتجها ليبيا .
حالة الفوضى في ليبيا بعد احراق البوعزيزى التونسي لنفسه ولجاره الليبي وللوطن العربي ليست سوى نتيجة ﻻ سبب.
إذا أرادت تونس وغيرها من الدول معالجة ملف اﻻرهاب يكون بالبحث عن اﻷسباب ﻻ الحديث أو محاولة معالجة النتائج .
وقد نصحتهم في السابق وأعيد نصحهم بأذا أرادوا اﻷمان لبلادهم فلن يكون إلا عبر التنسيق والعمل المشترك مع اﻷجهزة اﻷمنية الليبية والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي وليس بالعمل المنفرد وحفر الترع والخنادق.
فهم يعلمون جيداً أن اﻻرهابي يدخل ويخرج من البوابة الحدودية وأحياناً من قسم المراسم والتشريفات “أفرح بالشرطي أو الدرك يفرح بيك” .. ﻻ تدكوا رؤوسكم في التراب وتعلقوا فشلكم على شماعة ليبيا ، فنحن نتعاطف مع الضحايا لأننا أنفسنا ضحايا هذا اﻻرهاب.
الحزام الناسف تتم صناعته محلياً ويفقه هذا خبراء اﻷمن ، أما التصريح بأنه مستورد من ليبيا فهي سخافة وغباء ومحاولة توجيه الرأي العام التونسي وإعلامه إلى الخارج بعيداً عن الداخل المشتعل وقفل الحدود مع ليبيا ليس إﻻ محاولة امتصاص غضب الشارع التونسي. فبدلاً من قفلكم للحدود اختاروا من يقوم بحراستها وقلبه على الوطن وليس همه الوحيد جمع أكبر مبلغ يقوم بتحصيله خلال نوبة عمله من الرشاوي والمخالفات.
د : عمر جين القويري ..
26-11-2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق