ساركوزي في بلاد العجائب

له طعم كطعم العلقم انها مرارة الفشل والهزيمة يشعر بها كل من تآمر على سوريا  فالنظام  السوري اثبت للمرة الالف انه عصي على السقوط وانه يمتلك الكثير من القوة والجرأة والحكمة للتعامل مع هذا المزيج الشيطاني من الخطط والمؤامرات التي رُصد لها المليارات من الدولارات بالاضافة لمحطات تلفزيونية وكتبة مأجورين استعملوا كل ما يمكن استعماله ولم يوفروا اي وسيلة تساعدهم في انجاح مهمتهم ورغم ذلك فشلوا وغدا عندما يتعرف المواطن السوري على كل التفاصيل سيصاب بصدمة من هول ما دبر في ليل وسيشعر بالخجل من نفسه لانه في لحظات من الغضب او اليأس شتم القيادة السورية واستهزأ باسلوبها الذي اعتبره البعض متراخيا او متساهلا مع حركات التمرد التي لم تقمع فورا وتم التعامل معها بدقة وبهدوء اعصاب لم يتحمله بعض المتحمسين من مؤيدي النظام اما المعارضون الذين شعروا للحظات انهم قاب قوسين من اسقاط النظام ها هم بكل وقاحة يرسلون الرسائل السرية طلبا للعفو مع الاستعداد التام للوشاية ببعض رفاقهم  لاظهار حسن نواياهم مما ساعد قوى الامن على اعتقال العشرات من قياديي العصابات الارهابية واحباط العديد من العمليات الاجرامية .
امريكا واوروبا ودول الخليج وتركيا يراقبون بحسرة كيف افشل النظام  ما اعتقدوا ان الله بنفسه غير قادرعلى انقاذه من براثن الفخ الاممي الذي اوقعوه فيه ، كوكتيل من التحريض الطائفي والحرب الاعلامية المستمرة دون انقطاع حصار اقتصادي تهديد عسكري اغراءات مادية هائلة لسفراء سوريا  لدفعهم  للتمرد او الانشقاق عصابات مسلحة منتشرة في كل انحاء القطر شتائم اهانات عقوبات بحق مسؤولين  سوريين لم يسلم منها رئيس البلاد شخصيا كل هذا لم ينفع في تليين موقف النظام او دفعه للرضوخ والاستسلام .
اكتشفوا متاخرين انهم يتعاملون مع دولة بكل ما للكلمة من معنى ومع قائد حكيم  فخاب املهم وطارت احلامهم وبدأوا باحصاء خسائرهم بعد ان سقطت كل اقنعتهم وبانت وجوههم القذرة ، هم متاكدون ان السوريين سيكون لهم رد قاس سيستهدف مصالحهم في كل مكان وسيجعلهم يألمون فما كسر قد كسر وسيخرج النظام اقوى واصلب خصوصا انه اكتشف مواطن الخلل فيه ويعمل جاهدا على تصحيح الاخطاء جاعلا من الاصلاح اولوية مطلقة  في المرحلة المقبلة اصلاح لا يشبه ما ارادوه لسوريا .
في بداية الازمة كانوا يسخرون من اوراق سوريا في المنطقة  اقسموا انهم سيجعلوا من سوريا نفسها ورقة صفراء آيلة للسقوط ولكن مع مرور الوقت اكتشفوا كم هي قوية هذه الاوراق وعرفوا كيف تكون العلاقات الصادقة الاستراتيجية مع دول صديقة وشقيقة وجدناها في الازمة معنا وبقوة لا تضعف امام اي اغراء او تهديد اما الاعراب المنافقين فانقلب السحر عليهم وخصوصا بعد ان تاكدوا انهم سيكونون هم المستهدفون اولا واخيرا وغدا سيستمعون لخطاب تاريخي للرئيس بشار الاسد يناشد الشعب العربي وقادته في الخليج ان يبدأوا باصلاح دولهم مثلما ستفعل سوريا وقد يسحب سفراءه للتشاور من مشخات النفط العربي .
في ليبيا 60000 قتيل و150000مفقود ومئات الالاف من الجرحى والمعوقين بلد دمر بالكامل واصبح خمس سكانه مشردين باسم الديمقراطية وحقوق الانسان وغدا سيبدأ فلم غربي  اخر في جزائر المليون شهيد مستخدمين نفس التكتيكات ونفس حجة اسقاط الانظمة الديكتاتورية ولكن نبشرهم ان هذه المرة طمعهم اعمى بصيرتهم واستسهالهم  تدمير دولنا سينقلب عليهم حتما لان صناع السياسة في الغرب ليسوا بعباقرة زمانهم ولا يضعون خططا مسبقة كما نظن ونعتقد  هم قناصو الفرص التي نوفرها لهم بقصر نظر قادتنا وباحقادهم الشخصية او غباؤهم في افضل الاحوال جاعلين منا نحن الشعب العربي حقل تجارب للغرب ومصدر الهام حقيقي لكل الافكار التي سيطروا بها على منطقتنا دولة دولة بعد ان اكتشفوا ما هو اهم من النفط وكل ما نملك من موارد حيوية اكتشفوا تفاهة الزعماء  العرب وما يختزونه في صدورهم من احقاد تعادل كل ما يملكون من قنابل ذكية او غبية فقرورا ان يستخدموها لضربنا بعضا ببعض باسلوب يتكرر في كل البلدان دون اي تعديل او تنقيح .
فشلهم  في سوريا سيفرض عليهم ان يعيدوا حساباتهم جيدا فالاسد الجريح بخيانة العرب وخستهم سينتقم والشعب العربي الذي ظنوا انهم قد غسلوا دماغه سيفاجئهم من حيث لا يحتسبون فلهذا الشعب ولهذه الارض كيمياء خاصة بها ولن يتمكن عباقرة الغرب ومستشرقيهم ان يفهموا لماذا بعد ان قتل الزير سالم ابن اخته بكى عليه .
قادة كبار عبر التاريخ غزوا بلادنا وفي اللحظة التي اطمئنوا فيها  ان البلاد والعباد دانت لهم تفاجئوا بزلزال اطاح بهم وخرجوا مشدوهين دون ان يعرفوا ما الذي حصل لهم .
انها بلاد العجائب ولن ينفع فيها لا اليس ولا ساركوزي ولا برلسكوني ولا اوباما ...
 وشعب يعرف كيف يقرر في اللحظات الحاسمة اين هي مصلحته الحقيقية فيخرج من قشوره فورا ويستدير 180 درجة وينتفض ضد كل محتل وغاصب لارضه .
هذه البقعة الجغرافية الملتهبة منذ عشرات السنين احرقت كل من تطاول عليها وتعامى عن اكتشاف سرها .
في سوريا قادة عرفوا منذ زمن بعيد الفرق بين السياسة والثوابت القومية لعبوا بالسياسة ولم يسمحوا لاحد ان يلعب بهم انحنوا للعواصف تارة ولكن عند المس بالقيم الوطنية  لم يستسلموا ابدا لانهم يعرفون اهمية هذه القيم وسرها الدفين .
لان سر الاسرار لا يعرفه الا القادة الكبار .
في سوريا رجال على قلب واحد وهدف واحد فريق متكامل متعاون والاهم انهم يعرفون من اين تاتي الاخطار وكيف يواجهونها دفاعا عن ثوابت الامة .
فاستحقت دمشق لقب قلب العروبة النابض ابد الدهر.
 هل عرفتم كيف انتصرت سوريا .....

ليست هناك تعليقات: