مقتل ثمانية إسرائيليين وسبعة من منفذي الهجمات في يوم دام طويل ثلاث هجمات متزامنة في إيلات، وستة شهداء في غارة رفح


أ.ف.ب:
كان يوم أمس طويلاً قرب مدينة إيلات، حيث نفذت ثلاث هجمات أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وسبعة من منفذي الهجمات الذين تقول إسرائيل إنهم قدموا من قطاع غزة عبر صحراء سيناء. وردّت إسرائيل بغارة على رفح أدت إلى استشهاد خمسة من قادة لجان المقاومة الشعبية ادعت أنهم ضالعون في هجمات إيلات.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجمات بـ"الحادث الخطير" غير المسبوق الذي "أضر بسيادة الدولة"، وحذّر من أن إسرائيل "سترد" على ذلك.
ووقعت الهجمات الثلاث قرب منتجع إيلات السياحي جنوب إسرائيل؛ ما أدى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة ثلاثين بجروح بالإضافة إلى مقتل سبعة من المنفذين.
ووقع الهجوم الأول، عند الظهيرة، عندما تعرضت حافلة على الطريق (12) على طول الحدود المصرية لإطلاق نار من قبل رجال مسلحين.
وبحسب شهادات من الركاب في الحافلة، فقد قام مسلحون بإطلاق النار على الحافلة رقم (392) الآتية من بئر السبع باتجاه مدينة إيلات.
وكانت الحافلة تنقل العديد من الجنود الإسرائيليين الذاهبين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في إيلات.
وذكر سائق الحافلة بيني بيلفسكي للإذاعة: أن سيارة اعترضت طريقه وخرج منها ثلاثة رجال يرتدون ملابس عسكرية زرقاء بدؤوا إطلاق النار من أسلحة رشاشة باتجاه الحافلة إلاّ أنه حافظ على أعصابه واستمر في قيادة الحافلة.
بينما قالت مجندة على متن الحافلة واسمها إنستازيا للإذاعة أيضاً: "غادرنا بئر السبع في وقت متأخر من الصباح. بدا إطلاق النار عند الظهر. خفضت غالبيتنا رؤوسها لتفادي النار، ثم فتح عدد منا النار واقترب من النافذة للدفاع عن الحافلة. انتهى كل شيء بسرعة. لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقة واحدة".
وأطلقت سيارات كانت وراء الحافلة النار أيضاً عليها.
وقال آرون غونين الذي كان مع عائلته: إنه رأى "جندياً مصرياً ملقى على جانب الطريق، فجأة تهشمت النوافذ... قلت لأطفالي أن ينخفضوا".
وأصيب 14 شخصاً بجروح في هذا الهجوم من بينهم حالة واحدة خطيرة ونقلوا إلى المستشفى للعلاج.
وبعد ذلك بنصف ساعة انفجرت قنبلة في الموقع بينما كان جنود يفحصون موقع الهجوم؛ ما أدى إلى إصابة جنود إسرائيليين بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.
وأضاف البيان: إنه في الوقت نفسه أطلقت العديد من قذائف (الهاون) من قطاع غزة باتجاه الجنود على طول الحدود الإسرائيلية المصرية دون إيقاع أية إصابات.
وفي الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي بينما أعلنت القوات الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب في جنوب إسرائيل سقط صاروخ (آر.بي.جي) مضاد للدبابات وحصل إطلاق نار على سيارة خاصة وحافلة أخرى قرب الحدود الأردنية؛ ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة عدة أشخاص بجروح.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإن ركاب السيارة الخمسة قتلوا في الهجوم.
واقتربت مروحيات تابعة للجيش الإسرائيلي من الحدود مع مصر، بينما اندلعت اشتباكات بين جنود إسرائيليين ومنفذي الهجوم؛ ما أدى إلى مقتل سبعة من المنفذين.

رفح: ستة شهداء في رفح
واستشهد خمسة من أبرز قادة لجان المقاومة الشعبية، بينهم الأمين العام كمال النيرب "أبو عوض"، بالإضافة إلى طفل رضيع، مساء أمس، في غارة جوية شنتها طائرات إسرائيلية، استهدفت منزلاً يقع في مخيم الشعوث، جنوب غربي محافظة رفح.
والشهداء هم: كمال النيرب "أبو عوض"، الأمين العام للجان، وعماد عبد الكريم حماد، القائد العسكري لألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، وخالد محمد شعث، قائد وحدة التصنيع في الألوية، ونجله الرضيع مالك (عامان)، إضافة إلى خالد سليمان المصري، وعماد محمد نصر، من أبرز نشطاء التنظيم.
وقال شهود عيان من سكان المخيم: إن طائرات استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخين على الأقل باتجاه منزل المواطن أبو جميل شعث، بينما كان النشطاء بداخله، ما أدى إلى سقوط الشهداء، وإلحاق دمار كبير في المنزل، وإشاعة أجواء من الرعب في المنطقة.
وعلى الفور هرعت سيارات إسعاف وأطقم إنقاذ إلى المنزل المستهدف، وتم انتشال الشهداء ونقلهم إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار برفح، حيث أكد المستشفى أن بعض الشهداء وصلوا أشلاء مقطعة.
وتجمهر آلاف المواطنين أمام المنزل المستهدف وعلى بوابات مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وقد رددوا شعارات غاضبة، تطالب بالانتقام لدماء الشهداء، في حين خيّمت أجواء من الحزن على كافة أرجاء المدينة، خاصةً بعد التأكّد من أن النيرب من بين الشهداء.

"اللجان" تتوعد بالرد
من جانبها، نعت لجان المقاومة الشعبية الشهداء، مؤكدةً أن من بينهم قائدها العام، وعدداً من قياديي الجهاز العسكري.
وهددت اللجان وعلى لسان الناطق الإعلامي باسمها "أبو مجاهد"، بالرد وبقوة على جريمة الاغتيال، محملةً إسرائيل نتائج تصعيدها واغتيالها القادة.
وأكد نشطاء في اللجان، أن حالة نفير عام أعلنت في صفوف التنظيم، استعداداً للرد على جريمة الاغتيال.
وأكد النشطاء وكانوا قد شاركوا في نقل جثامين الشهداء إلى المستشفى، أن اغتيال القادة لن يمر دون رد.

إسرائيل تؤكد الهجوم
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن قتل قادة اللجان، متهماً التنظيم بالوقوف وراء عملية إيلات.
وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي درعي، مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن قصف المنزل في رفح، مؤكداً أن جيشه استهدف قادة كباراً في لجان المقاومة الشعبية كخطوة أولى للرد على العملية التي نفذت في إيلات.
وكانت أجواء من التوتر خيّمت على محافظة رفح، خاصةً في محيط مناطق التماس، حيث أفيد بحشود إسرائيلية في بعض المناطق.
وأخلى العشرات من ملاك الأنفاق والعاملين فيها منطقة الحدود المصرية الفلسطينية بالكامل؛ خشية تعرضها لغارات انتقامية متوقعة، خاصةً مع استمرار تحليق الطائرات بصورة مكثفة في الأجواء.
كما أخلت شرطة الحكومة المقالة مواقعها، في حين غادر مقاومون مواقع تدريب تقع في المناطق المحررة، بينما شوهد مسلحون مقنعون ينتشرون في الشوارع والأزقة، تأهباً لتصعيد إسرائيلي متوقع.
وفي مناطق شرقي المدينة، حيث يقع خط التحديد، قال شهود عيان: إن حشوداً إسرائيليةً كبيرةً شوهدت تصل إلى مواقع عسكرية إسرائيلية منتشرة على طول الخط المذكور.
وأكدت بعض المصادر، أنه ومنذ الإعلان عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، تحوّل المعبر إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث شوهدت دبابات وآليات عسكرية مصفحة تصل وتتمركز داخله وفي محيط بعض المواقع المحيطة به.
كما بدأت أبراج ونقاط المراقبة الإسرائيلية تنفيذ عمليات إطلاق نار متفرقة، أجبرت عشرات المزارعين ورعاة الأغنام على إخلاء المزارع والأراضي القريبة من خط التحديد؛ خوفاً من عدوان إسرائيلي متوقع.
وشوهدت أعداد كبيرة من الزوارق والقطع الحربية الإسرائيلية تنتشر في المياه، وقد منعت مراكب الصيادين من دخول البحر للصيد.

إدانة أميركية وأوروبية
ودان البيت الأبيض سلسلة الهجمات "الإرهابية" التي شهدها جنوب إسرائيل، معرباً عن أمله في "محاسبة المسؤولين عن الهجمات بسرعة".
وصرح جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان، "ندين بأقسى العبارات الهجمات الإرهابية الوحشية في جنوب إسرائيل اليوم (الخميس)".
وقال كارني: "تعازينا الحارة للضحايا وعائلاتهم وأحبائهم، ونتمنى للجرحى الشفاء السريع. إن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان يداً واحدةً ضد الإرهاب، ونأمل أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات بسرعة".
كما دانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "من دون تحفّظ" الهجمات.
وقالت أشتون، في بيان: "أدين من دون تحفّظ كل الأعمال الإرهابية".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، عن قلقه من "تصاعد" النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن "(بان) قلق من مخاطر التصعيد، ويدعو الجميع إلى ضبط النفس".
وأضاف: إن "الأمين العام يدين بشدة الهجمات الإرهابية المتزامنة التي وقعت في جنوب إسرائيل".

ليست هناك تعليقات: