تونس - الحوارنت - لم يتغطرس بن علي من فراغ، ولم يولد هكذا جزارا داميا من يومه الأول فالأكيد أنّه كان مشروع دكتاتور صغير، لكن هناك من مدّ يد التزلف وساهم في تنمية ملكات الإجرام لدى هذا الرجل وبعد أن كان مجرما مغمورا وبفضل الطابور الخامس ولوائح المناشدات الكريهة الرائحة أصبح يتربع على عرش الجريمة، وربّى على عينه فراخا مغمورين في دنيا الفساد وتعهدهم بالرعاية حتى أصبحوا يزاحمونه في عالم الغطرسة والبطش والتنكيل .
ضمن هذا الطابور توجد لوائح المناشدين، وضمن هذه اللوائح توجد أسماء الفنانين، وضمن هذه الأسماء عُثر على اسم الفنانة التونسية المهاجرة هند صبري هذه الممثلة ورغم إقامتها في القاهرة ورغم الملايين التي تتقاضاها كعائدات لأفلامها المشبعة بالغريزة والإثارة، رغم كل ذلك فإنّها تجرات على الشعب التونسي وناشدت المخلوع ليترشح لمحطة 2014 ثم أتت بعد الثورة لتنقض مناشدتها وتعتبرها باطلة ولا تتحمل مسؤوليتها بحكم أنّها كانت مكرهة عليها بعد أن هدّدها بالحسن الطرابلسي حين اكتشف أنّها متردّدة وترغب في أن تنأى بنفسها عن هكذا لوائح، طبعا هذا الكلام وفق مزاعمها فهي التي عادت بعد ذلك واعترف بأنّها كانت جبانة حين استسلمت لللائحة وقبلت بذلك، وبدأ الكثير يلتمس لها الأعذار كونها امرأة وأنّها ضعفت وإنّ بطش بن علي شديدا وأنّها تخشى على مستقبلها الفني إلى غير ذلك من الأعذار الواهية، لكن هذه الممثلة عادت مرّة أخرى بعد الإعتداء المزعوم على النوري بوزيد لتندد بما تعرض له المخرج المثير للجدل ثم استغلت الفرصة لتمرير بعض الرسائل الباهتة وقد جدّدت الكرّة وبشكل فجّ بعد فيلم نادية الفاني " لا الله لا سيدي" ولم تكتفِ هذه المرّة بالمساندة بل أكّدت على جودة الفيلم واعتبرته ضربا من ضروب الإبداع، وأدانت كل من احتج على ذلك ووصفت الفعل الإحتجاجي بالأمر الخطير..
هذا هو دأب الكثير من الذين أبّدوا بن علي فوق رقاب الشعب وظنّوا أنّه خالد وأنّهم خالدين له أبدا، تركهم ذات مساء عراة وفرّ.. فإذا بهم وبعد أن هدأ غبار الثورة وأمِنوا ردّة الفعل عادوا يرفعون أصواتهم ويصرخون في وجه صنّاع الثورة ويتحرشون بمن ثبت في وجه الجنرال الذي رهنوا أنفسهم له، وليت الأمر توقف عند هذا الحدّ بل تعداه إلى المهزلة بحيث اتفقت هذه الممثلة مع المنتج طارق بن عمار على القيام بدور البطولة في الفيلم الذي سينتجه هذا الأخير حول محمد البوعزيزي والثورة التونسية، ويبدو أنّ هذه الفئة من الفنانين والمثقفين ومن على أشكالهم لا هُمْ تسلّحوا بالشجاعة وواجهوا بن علي قبل الثورة ولا هم تسلّحوا بالحياء وكفّوا أذاهم عن الشعب وهويته ومقدّساته بعد الثورة.. هم كالشوكة في حلق هذا الوطن قبل الثورة وبعد الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق