بعد استعمال البوليس العنف و استباحة حرمة المساجد في القصبة : حكومة ” هرمنا ” في غرفة الإنعاش






اعتصام القصبة الثالث ليس كسابقيه. إنه اعتصام بنكهة الحسم جاء على خلفية انغلاق ملف هيئة بن عاشور وإتمامها مهامها كما يعترف بن عاشور نفسه بأنها أنهت مهامها بنسبة 99 في المائة.
وبما أنها استكملت مهامها فإنها اليوم ومن خلفها تقف حكومة السبسي على عملية جرد حسابها وتقييم انجازاتها. فماذا أنجزوا؟
التفوا على مطالب الشعب وتمكنوا تقريبا من إنقاذ 99بالمائة من نظام بن علي. أخروا الانتخابات وبات التهديد بإبطالها سيد الموقف. أنقذوا أموال سليم شيبوب من الحجز وسرحوا رؤساء الأحزاب الفاسدين الذين قبضوا رشاوي من بن علي بضعة أيام قبل هروبه ومكنوهم من الانفلات من المحاسبة.أعادوا كل أعوان بن علي الذين شاركوه في الجرائم داخل وزارة الداخلية.مكنوا القتلة من البوليس من اعتلاء الرتب. وفروا على البنوك الأجنبية ما يكفي من الوقت لتهريب الأموال المسروقة،تجنبوا محاسبة مديري البنوك الذين كانوا يساعدون الطرابلسية على سرقة أموال الشعب، بل عادوا يقرضون نجاة بن علي مليارت من أموال الشعب التونسي، تحرروا من ملاحقة بن علي وعائلته وجلبهم للقضاء بان أقاموا محاكمات ممسرحة هزلية لا تضحك احد. مكنوا القذافي من مواصلة ضغطه على الشعب الليبي وذلك بترك الحدود مفتوحة لتموينه بالمؤونة وبقطع الغيار وبالأسلحة كل ذلك حتى يبقي الناتو قبضته علي الثوار الليبيين وتحسين شروط تفاوضه على مكتسبات .مكنوا بعض الأطراف من تحريك الصراع القبلي والعشائري لاستعماله في غياب عدم توفر خدمات القاعدة، جلبوا إلى البلاد أموالا سجلت كقروض لا يعلم احد أين صرفت ولا كيف تم صرفها وسيتركونها هناك ليدفعها الشعب التونسي من عضمه، ادخلوا مطبيعين إلى الحكومة ، ومكنوهم من مواقع متقدمة في القرار.
حكومة ولجنة التفاف على الثورة ما انزل الله بها من سلطان.تصرفات لوزير أول شبيهة بتصرفات دولة البايليك.صلف وعجرفة. لقد اخرج نظام بن علي اعفن ما فيه وأوسخ ما فيه تماما كما بركة العفن التي كان يخفيها بن علي من تحت وركه انفتحت في يوم واحد تحت وهج السماء.
ويأتي هذا الاعتصام الذي تفوح منه رائحة الحسابات السياسية.ولكنه اعتصام ثالث لا يزال يحمل معه في شرايينه عصب الثورة التونسية.
وكانت ردة فعل الحكومة ان تستعمل البوليس لفضه من جذوره.فهل ستنجح في ذلك؟
لقد أمضت حكومة السبسي وهيئة بن عاشور التي أتى عليهما الكبر عتيا على وثيقة موتها.ما أقدمت عليه .وما هي تنوي الإقدام عليه لن يمر بسلام. لقد بلغوا بما أنجزوا مرافئ الجحيم التي كان مفروضا أن يتجنبوها. وبهذا جاء إعلام انتهاء صلوحياتهم. وخروج هؤلاء من حلبة المعركة سيعيد الشعب التونسي إلى مربع الصراع مع جوهر نظام الفساد.ولا اعتقد أن هناك قوة قادرة على ثني إرادة الشعب.
المعركة مع بقايا نظام الفساد متواصلة وإن تطلب الأمر إلى يوم يبعثون.

ليست هناك تعليقات: