التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل قيام دولة تونس بعد الثورة


اثنا عشر مدوناً فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين 1948 منعوا من الدخول لتونس لحضور مؤتمر المدونين الثالث الذي تعقده مؤسسة “جلوبال فويس”.
الصحفية أسماء الغول من الفلسطينيين الذين منعوا من حضور المؤتمر كتبت على صفحتها على الفيسبوك “حكومة تونس بعد الثورة أعطت تأشيرات دخول لعشرات المدونين العرب للمشاركة في مؤتمر جلوبل فويس ورفضت جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين 1948″.
خطوة الحكومة التونسية من الصعب فهمها خاصة أننا نتحدث عن تونس مع بعد الثورة، تونس الإصلاح والتغيير الديمقراطي، إلا أن هذا التصرف الرسمي التونسي يأتي ليعزز نظرية إن ما حدث في تونس ليس بثورة وإنما تغير وجوه النظام لا أكثر ولا أقل، وإن زين العابدين بن علي لازال  حيٌّ يرزق في أحشاء الحكومة التونسية.
الخطوة التونسية أثارت ردود فعل سلبية تجاهها، مواطن تونسي كتب على صفحته على “توتير” ” الحكومة التونسية تسمح لليهود بالدخول إلى تونس والحج في جزيرة جربه، وفي الوقت نفسه تمنع مدونين فلسطينيين من دخول تونس”
وعلى نفس الموقع كتبت ديما الخطيب مراسلة فضائية الجزيرة  تقول:”حزنت على المدونين الفلسطينيين الذين لم يحصلوا على تأشيرة دخول إلى تونس، لكني حزنت على تونس الثورة أكثر بكثير”.
تونس ليست الدولة العربية الوحيدة التي تتعامل مع الفلسطيني بشكل مختلف عن باقي الرعايا العرب والأجانب، فإن حاول الفلسطيني الدخول إلى بيروت عليه تفعيل لوبي ضغط على الداخلية اللبنانية للحصول على تأشيرة دخول لمدة أسبوع.
وعندما استفسرت من وزير الداخلية اللبناني زياد بارود عندما التقينا به في مؤتمر في بيروت في تشرين أول الماضي من العام الماضي عن مسببات صعوبة دخول الفلسطيني للبنان قال” تأشيراتكم تدخلت أنا شخصياً لاستخراجها، والوضع صعب يحتاج للكثير من العمل والجهود”.
وفي آذار الماضي كنا فلسطينيين اثنين من الضفة الغربية وواحد من قطاع غزة مدعوين لحضور مؤتمر للمدونين في القاهرة، انتظرنا عشرة أيام للحصول على الإذن الأمني للسفر إلى مصر، والنتيجة كانت نفس مصير الزملاء المدونين الفلسطينيين الذين دعوا لحضور مؤتمر المدونين في تونس.
فإلى متى يبقى الفلسطيني متهم بنظر الكثير إن لم يكن في نظر جميع الأنظمة العربية، ويمنع من الحركة والتنقل تحت حجة منعه من الهجرة وتمكينه من الصمود في أرضه؟.
وسؤالنا لأصحاب القرار في السلطة الوطنية الفلسطينية، لماذا لا تبذل مزيداً من الجهود مع الدول العربية لكي يتم التعامل الفلسطيني بطريقة أكثر احتراماً؟.
وبقي علينا القول شكراً للملكة الأردنية الهاشمية كونها الدولة العربية الوحيدة التي تعطينا نحن سكان فلسطين المحتلة حرية الدخول والخروج بدون عائق.

ليست هناك تعليقات: