وزيرة الصحة تدافع عن نفسها بـ”إهدار المال العام”.. ومن يمثل أطباء الإقامة والتربص.. في ضيافة الوزيرة

أن نصّنف النقد النزيه في خانة الثلب والتشهير والسب والشتم.. فهذا لا يقبله العارف بالقانون والمتمكن من الروح الرياضية العالية.. وأن نبني إستنتجات خاصة وتأويلات منطقبة فهذا لا يدخل أيضا في ذات الإطار.. كما أنه لا يمكن تاويل صواب المعنى وما يقصد بها صراحة لتبرير « إمكانية » توفير عناصر السب أو الشتم أو الثلب أو « الكل » معا.. هذه عبارات تعمدت صياغتها مخاطبا حبيبة الزاهي بن رمضان وزيرة الصحة التي يبدو أنها كانت « ضحية » لحملة احتجاجية « مغرضة » اقدم عليها من يمثل الاطباء وبخاصة من المقيمين والمتربصين.. الشيئ الذي بلغ بهم تأويل كلامها « الواضح » وتحريفه في سبيل تحريض الأطباء ضدها.. إلى جانب أنهم « حسدوا ابنها » الطبيب الدارس بالخارج.. مما حدا بهم غلى الإتيان بممارسات لا تعقل في حق وزيرة « متسامحة » و »لا تطبق القانون » كحبيبة الزاهي بن رمضان وزيرة الصحة.. التي ربما « غلب » فيها طابع « الامومة » عن « صرامة الوزيرة » مما لم يسعفنا كتونسيين بوزيرة تطبق القانون.. وهذه من بين مآخذي عليها كوزيرة.. ومن هنا أذكركم إن ورقتي لهذا العدد تنبني على حوار دار بين الوزيرة وبعض الأطباء مباشرة عبر اثير الإذاعة الوطنية مساء السبت 21 ماي 2011.. وهو ما كان منطلقا لكشفي لخيوط « مهازل » إنطلاقا من مهزلة « الأطباء » ممن تزعموا روايات كاذبة.. ومواقف مبنية على اسس غالطة.. قد تستدعيني لاحقا.. لورقات أخرى.. ومن هنا ابدأ مقالي هذا..
البداية كانت بـ « ورقات تونسية » وإذاعة « شمس أف آم »:
radio shems
(د. حبيبة الزاهي بن رمضان وزيرة الصحة.. في إستضافة اذاعة « شمس اف ام » يوم حديثها المثير للجدل..)..
للتذكير أقول إن ما تضمنته « ورقات تونسية » من مقالات تتعلق بقطاع الصحة العمومية.. ومنها ما يخص الوزارة وواقعها « التعيس » منذ سنوات خلت.. هذا وغلى جانب إعتبارات أخرى كان منطلقا لإذاعة »شمس آف آم » لإستضافة وزيرة الصحة حبيبة الزاهي بن رمضان.. وفعلا تمت إستضافة الوزيرة على المباشر منذ فترة خلت.. وما أشعل الفتنة هو عدم قدرة الوزيرة على الإجابة بلغة « إعلامية » يفهمها الأطباء.. وربما من شدة الإفتخار بنفسها في بداية الحصة الإذاعية.. حينما كانت الوزيرة تتلي على مسامعنا « سيرتها الذاتية ».. والتي خلصت إلى الإقرار بأنها ناجحة جدا « ومحراث » على حد قولها.. ربما لهذا السبب خال للوزيرة أنها أيضا ستكون ناجحة إذاعيا من خلال هذه الإستضافة.. لكن للأسف كانت « السلطة الرابعة » سلاحا ذو حدين..
..وانتصرت الوزيرة.. وإنهزم الأطباء من الكاذبين والمعتذرين:
وما أعترف به للعموم أني كنت من بين المتدخلين وممن تابعوا هذه الحصة.. التي وللحقيقة أذكر أن الوزيرة لم تتهم الأطباء بأنهم ليس بوطننين.. وفي إطار حديثها مشخصة لواقع القطاع بالمناطق الداخلية صرّحت الوزيرة بأن رفض أطباء الإختصاص الإلتحاق بالمؤسسات العمومية للصحة داخل الجهات انما مرده « مشكل وطني » سببه هذا.. وحكل بدليل أجابت الوزيرة ان الإلتجاء لتطبيق قانون الخدمة الوطنية هو الحل.. ومن هنا فهم الأطباء أنهم كانوا محل إتهام من لدن وزيرتهم..http://www.maktoobblog.com/wp_userfiles/h/e/heate/profile/heate.jpg والتي ظلموها دون شك.. لأنها لم تقل بأنهم بلا « وطنية ».. وهذا ما إعتمده ممثل أطباء الإقامة وأطباء التربص ليدخلوا في مواجهات مع وزيرتهم.. مما زادهم قناعة بالركوب على الحدث ليطلقوا سلسلة من المطالب الأخرى.. ومن خلال إستضافة الإذاعة الوطنية للوزيرة الزاهي وبعض من أطباء عن قسمي الإقامة والتربص.. وفتح الخط الهاتفي للأطباء من المستمعين.. خلصت الوزيرة إلى الدفاع عن نفسها وتبرير مواقفها.. مصرة على أنها لن تعتذر للأطباء.. وطالبت الحضور إذاعيا من الإعتذار لها.. وإعلا كان منهم الإعتذار مما يعني أنهم « همشوا » مطالبهم.. التي بنوها على اسس قوامها الكذب والمغالطة.. إلى درجة انهم إحتجوا وخلقوا البلبلة بالطريق العام دون موجب.. وأكبر دليل هو غعتذارهم العلني باسمهم وبإسم كل الأطباء.. وهذا مدخل لمجال آخر.. فيه يطول الحديث..
صفقات سخيفة.. بالمال العام.. للنوم والعبث بحق المواطن في التداوي:
والواضح ان وزيرة الصحة كانت « ترتجف » وغير مرتاحة البال وهي ترد وتصرح على المباشر.. بما يفسر إعتمادها للديبلوماسية السياسية والإدارية التي لم تعتمدها مباشرة عبر موجات « شمس اف ام ».. وهي التي أعلنت على انها ستعتني بتحسين أوضاع أطباء الإقامة والتمرين من خلال قرارها لعقد إجتماعها مع مديري المؤسسات العمومية للصحة يوم الاثنين القادم (23 ماي 2011) لحثهم بلغة الأمر طبعا.. على تحسين قاعات « نومهم » وتوفير الأنترنيت بها علاوة على المجلات والموسيقى وربما اشياء أخرى.. وهذا أمر بالطبع إستحسنه من يمثل أطباء الاقامة والتربص ممن حضروا الحصة الإذاعية.. كيف لا وهو الأمر/الحل.. الذي يخدم مصلحالح طرفي النزاع كالوزيرة والأطباء.. والخاسر الوحيد هو المليارات التي ستصرف من اجل تحقيق »الرفاهة » ببيوت الإستمرار للأطباء.. وذلك من المال العام.. الذي وددت لو تخصصه وزيرة الصحة وأعضادها لشراء الأدوية والتجهيزات افضل.. والحال ان الطبيب المقيم والمتربص خلال حصص الإستمرار هو قادم للمؤسسة العمومية للصحة للعمل لا للنوم ولا لمنتابعة الأنترنيت ولا لمطالعة المجلات التي ستكلف ما تكلف من المال العام..
لا للعبث بالقانون.. ولا لتهميش المناطق الداخلية.. يا وزيرة الصحة:
جدير بي الاشارة باهمية الى ان الوزيرة حبيبة التي ترأس وزارة حساسة طاب لها أن تتعمد الاعلان عن « مزيتها » في عدم تطبيق قانون آداء الاطباء للواجب الوطني وبخاصة منهم المختصين.. مشيرة الى انها لم تطبق القانون في هذا الخصوص ولم تفرض عليهم العمل بالمناطق الداخلية.. وعلى هذه الحيثية المهمة جدا اعتمد للتنديد بعبث الوزيرة التي تطبق القانون من باب المزية.. بما يخدم « سمعتها » عند الاطباء ناسية في ذلك المصلحة العامة والمصلحة الفضلى لجميع التونسيين.. وعليه اني اعلن احتجاجي كمواطن تونسي.. لاتهم الوزيرة بالتقصير في تطبيق القوانيين والتراخي في صرامة يفرضها الواجب الوطني والمهني اولا.. مما ارتقي للقول بانه لا يعقل ان تبقى مصلحة المواطن في قاموس وزيرة الصحة حبيبة الزاهي بن رمضان.. ان تبقى اخر المراتب وقبلها مصلحة الوزيرة والاطباء.. وبصفة استثنائية اعدكم بان اخصص ورقة قادمة عن هذا الجانب.. لامر الى تنبيه صارم الى الوزيرو مفاده ضرورة الاسراع في تحقيق العدالة الصحية بين التونسيين.. فلا يعقل ان تبقى مستشفيات محلية وجهوية دون اطباء اختصاص.. في حين ان الجهات الاخرى تزخر بتخمة من المختصين ارضاءا لزيد او لعمر.. وهنا مكمن الداء الذي يفسر فشل سياسة بلادنا الصحية والتي زادت قمتها منذ توليكم وزارة الصحة..
لا للإفادات الشخصية والفردية.. نعم للندوات والملتقيات الإعلامية..
من جهة اخرى أنصح الوزيرة التي إستدعت ممثل أطباء الاقامة مباشرة وإذاعيا لإطلاعه على مخططات الوزارة وبرامج عملها ومشاريع وزارتها.. .. بأن تفعل ذلك خلال ندوة صحفية أو بحصة إذاعية أو تلفزية.. لغرض إطلاع الرأي العام على برامج عملها.. أفضل من ان تضيع وقتها بصفتها وزيرة طبعا « حتى لا اقول غير هذا » لإفادة شخص أو قلة.. وهذا ما يفسر ما يشاع من أقاويل بلغت مسمعي.. مفادها ان الوزيرة حبيبة الزاهي بن رمضان تخاف الطرف النقابي وتخشى من له جرأة من الأطباء دون غيرهم.. أقولها كتخمينات وتصورات مثلما فعل السيد فرحات الراجحي الوزير السابق للداخلية حينما صرح بما صرح.. حتى لا تتهمني الوزيرة او « جبان من الجبناء » بعكس هذا.. كما انصحها بأن تعتذر للشعب التونسي عما ارتكبت من أخطاء جمة مفادها ان المناطق الداخلية الى الان بلا اطباء اختصاص وبلا دواء وبلا تجهيزات.. وان لم تفعل وان لم تحقق ما يجب تحقيقه.. فان ورقاتي لها ولغيرها بالمرصاد.. وبالمناسبة هذا مقال انشره له صلة بما يبرر الحملة التي اليها تعرضت الوزيرة من بعض الاطباء.. وللحديث بقية

ليست هناك تعليقات: