قالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان لها بتاريخ 19 جانفي 2009 أن السلطات التونسية كانت قد منعت توزيع العدد 37 من المجلة الشهرية « شباب 20» التي تصدر بالإمارت العربية المتحدة بسبب احتوائه مقالا تعرض لراتب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ننشر هنا المقال الممنوع في تونس «رحلة الكشف عن أكبر أسرار الدولة»، الذي يروي صعوبة البحث عن مرتب رئيس الجمهورية الذي يعتبر من أسرار الدولة الكبرى موردا خبرا عن أن الرئيس الحالي يتقاضى 551 دينارا تونسيا في الدقيقة.
رحلة الكشف عن أكبر أسرار الدولة
مرتب الرئيس التونسي «ما فيش»
غير بعيد عن الجزائر، و تحديدا في الجارة تونس يعد راتب الرئيس من الألغاز بل سرا من أسرار الدولة الكبرى في ظل غياب واضح لحدود الممنوع و المسموح به في الإعلام التونسي لأنه لا خطوط حمر معلومة للجميع. و إذا حاولا قد تجد نفسك داخل متاهة من الممنوعات و المحظورات لأنه «نبش» حول راتب أول مسؤول في البلاد.
رحلة البحث عن الشقافية
في محاولة بحثية منا على الشبكة العنكبوتية وجدنا مئات المقالات باللغة الفرنسية التي تنتقد غياب معلومات عن راتب الرئيس التونسي، وقتها تملكنا التحدي للكشف عن راتب الرئيس و مختلف الإمتيازات. بدأنا البحث في العديد من المصادر القانونية، و منتديات الأنترنت و غيرها من المصادر الخاصة، و المقابلات مث الشخصيات، فكان الجواب الأول البديهي…لا ترهقوا أنفسكم؛ ففي دول العام الثالث، و دولنا العربية يمكن الخوض في جميع المسائل عدا المسائل المالية، و خصوصا تلك التي تخص القيادات و الرموز، لأن الخوض فيها يتعدى المسموح، بينما يراه الخبراء من أبجديات الحكم الرشيد و مسائل الشفافية.
بورقيبة و راتبه «ميزانية الدولة» كلها!
البحث عن مرتب رئيس الجمهورية يعتبر من أسرار الدولة الكبرى و يرجع ذلك حسب تصريحات بعض المسؤولين في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة إلى أن الرئيس السابق بورقيبة لم يأخذ شيئا خاصا لنفسه، حيث كان يعتبر ميزانية الدولة ميزانيته الخاصة.
موازنة معلومة و راتب مجهول!
الرئيس زين العابدين بن علي كان السباق إلى إرساء بند خاص في موازنة الدولة يخص امتيازات الرئيس المباشر لمهامه و بند آخر للرؤساء السابقين بما يحفظ كرامتهم و بقية حياتهم في أمن و رخاء عبر امتيازات مادية و عينية، غير أن التنصيص صراحة على مبلغ راتب الرئيس لم يحدد و ظل سرا من أسرار الدولة الكبرى و مسألة تتعلق يالأمن القومي، و لكن يمكن التعرف إلى موازنة مؤسسة الرئاسة عموما حيث قدرت نفقات رئاسة الجمهورية المدرجة بميزانية الدولة لسنة 2008 في حدود 61.395 مليون دينار تونسي نحو 184.365 مليون ريال سعودي مقابل 56.365 مليون دينار عام 2007.
ثروة ب5 مليارات دولار
هذا عن المصادر الرسمية، أما تلك غير الرسمية و التي تؤخذ غالبا بتحفظ فقد أشارت إلى أن الرئيس التونسي بن على، حسب المجلة الأمريكية «فوربز Forbes» تقدر ثروته انطلاقا من الحسابات الواضحة و الممتلكات العينية و العلنية بنحو 5 مليارات دولار سنة 2007، غير أنه و في أحد منتديات الحوار على شبكة الأنترنت أورد أن الرئيس الحال يتقاضى 551 دينارا تونسيا في الدقيقة.
20 مليون دولار شهريا
في السياق ذاته أوردت مجلة لكسبرس بتاريخ 22/06/2006 عدد 2867 أن الرئيس التونسي يتقاضى حوالي 20 مليون دولار شهريا. غير أن الواقع المنظم لأجور موظفي الدولة في تونس يفند هذه الإدعاءات و أنه أقل بكثير من ذالك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق